التكنولوجيا : تعريفها و تطورها و اثارها 

من منا يستطيع الاستغناء عن استخدام التكنولوجيا في حياتنا اليومية ؟ طبعا من المستحيل لان ارتباطنا بها مثل  احتياجنا للماء و الهواء فقد اصبحنا نتواصل عن طريق التكنولوجيا بواسطة الهواتف الذكية  و نشتغل في مكاتبنا بالحاسوب ، و نستعمل احدى وسائل  النقل من سيارة  او قطار او طائرة و غيرها ، ناهيك عن الدور الفعال  لجهاز الانترنت في مسار حياتنا الخاصة و العامة  فهذا جزء او بمعنى اصح القليل من المجالات التي تستخدم فيها التكنولوجيا الامر الذي يستدعي منا التنقل في هذا الموضوع بين المقصود او المغزى من التكنولوجيا و كذلك  المراحل التي قطعتها التكنولوجيا عبر العصور التاريخية لذلك فحديثنا سوف يتمحور حول النقاط التالية :

* مفهوم التكنولوجيا 
* مراحل تطورها 
* إيجابيات و سلبيات التكنولوجيا 

 

مفهوم التكنولوجيا و تطوراتها

1- مفهوم التكنولوجيا

ينقسم مصطلح التكنولوجيا الى كلمتين الأولى تكنو وتعني حرفة او مهارة او فن اما الكلمة الثانية لوجيا فتعني علم او دراسة ، و بالتالي يكون القصد و معناه علم الأداء .

تعرف التكنولوجيا على انها تطبيق المعرفة لأهداف عملية للحياة البشرية و تشمل استخدام المواد و الأدوات و التقنيات و مصادر الطاقة لجعل الحياة اكثر متعة اما العلم فهو يهتم بكيفية حدوث الأشياء و تركز على صنع الأشياء ، كما يقصد بها على انها تطبيق العلوم لحل كل المشكلات التي يوجهها الانسان ، و يبقى الهدف من وراء ذلك هو زيادة قدرات الانسان و امكانياته و تستخدم هذه التكنولوجيا في المزيد من المجالات منها العمل و الاتصالات و المواصلات و الصناعة و غيرها . فهذه التكنولوجيا و تطورها عبر العصور تؤثر و بشكل واضح على التقاليد الثقافية للمجتمع و هو في نفس الوقت يتأثر بها ، انها قوة للنمو الاقتصادي و وسيلة لتطوير و ابراز القوة و الثورة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و حتى العسكرية.

موضوع ذات صلة : تعريف التكنولوجيا و فوائدها

2- التطور التاريخي للتكنولوجيا

عندنا نقول  تاريخ التكنولوجيا فإننا نقصد بذلك تاريخ اختراع الأدوات و التقنيات و هو احد تصنيفات العالم ، حيث انها تطورت بدءا من الأدوات الحجرية مرورا بالهندسة الوراثية وصولا الى تكنولوجيا المعلومات المعقدة التي ظهرت منذ الثمانينات .

فقد كان اول ظهور لهذا المصطلح بشكل كبير و واسع  في القرن 17 اقتصر معناه على مناقشة الفنون التطبيقية فقط  حتى أوائل القرن 20 عندما توسع المصطلح ليشمل رموز و أفكار جديدة إضافة الى أدوات و الات متنوعة ، و في منتصف القرن 20 ظهر اول تعريف للتكنولوجيا على انها  الوسائل و الأنشطة التي يغير الانسان من خلالها الظروف حوله .  

يمكن القول بان هذا التغير التكنولوجي الذي نشهده قديما و حديثا يؤثر بشكل واضح على الفرد و المجتمع  ، و فيما يلي سوف نتحدث بشكل موجز عن اهم المراحل التي مر بها التطور التكنولوجي و هي كالاتي :

1- مرحلة استخراج الأدوات البدائية عبر التاريخ كاستخدام الأدوات الحجرية و النار .

2- مرحلة تكنولوجيا العصر الحجري و يظهر ذلك جليا من خلال التطور الزراعي و الصيد .

3- مرحلة تكنولوجيا القرون الوسطى و يتمثل ذلك في التطور الصناعي و الزراعي و الصناعات المعدنية .

4- مرحلة تكنولوجيا العصر الحديث و ذلك بحلول 1900 ظهرت تطورات تكنولوجية شكلت أساسا للتقدم و ما تبعه خلال العقود الموالية من اختراع الطائرة و الصواريخ و الصعود الى الفضاء و ما رافقه ذلك من مجال الالكترونيات وصولا الى الطاقة النووية و استخدامها في عدة مجالات .

  

3- إيجابيات و سلبيات التكنولوجيا

إيجابيات  التكنولوجيا

هناك العديد من المنافع للتكنولوجيا على الفرد و المجتمع و فيما يلي نتطرق لبعضها على سبيل المثال لا الحصر:

- لعبت التكنولوجيا دورا بارزا في مجال المال و الاعمال و ذلك من خلال توفير مجموعة من البرامج الحاسوبية  و التي تساعد في المعاملات المالية ، و كذلك ساهمت في توفير العديد من الاليات من زيادة الإنتاجية و كفاءة العمل .

- ساهمت التكنولوجيا في حل مجموعة من المشكلات التي يقع فيها البشر ، حيث مكنت من توفير وسائل نقل مختلفة و إعطاء طرق و أساليب زراعية جديدة على سبيل المثال  و من تم  تكون سببا في الإنتاجية الفعالة .

- تحسين عملية الاتصال و التواصل بين البشر من خلال التقنيات و الأجهزة الحديثة التي وفرتها لنا هذه التكنولوجيا .

- ساهمت في  تطور العلوم و المعرفة و ينتج عن ذلك تسهيل حياة الانسان من خلال زيادة الاختراعات في مختلف المجالات المرتبطة بها .

- لها تأثيرا كبير في مجال التعليم من خلال استخدام العروض التقديمية السمعية البصرية ، كما ان التوجه الى التعليم الالكتروني ساهم في حماية البيئة و إمكانيات الوصول الى المعلومة لا من قبل التلميذ و الطالب و لا من قبل المعلم و الأستاذ .

- كما ساهمت التكنولوجيا في تطوير الصناعات الطبية .

- تحقق التكنولوجيا و تخلق  درجة عالية من التنافس بين الشركات  او المؤسسات و تسهل عملية التواصل بين زملاء العمل او حتى مع العملاء و المستهلكين .

و كملاحظة بخصوص هذه المنافع و يمكن  تقديم توجيه بسيط للفرد يجب عليه الا يتقيد بالتكنولوجيا بشكل كلي و خصوصا الارتباط الوطيد بوسائل الاتصال الحديثة و لا يجعلها تسيطر عليه  بل من الواجب عليه  ان يتخذ  عنصر التوازن لا افراط و لا تفريط .

سلبيات التكنولوجيا

 الجانب  الصحي

 على الرغم من ان التقنيات التكنولوجية المختلفة جعلت حياة الانسان مريحة ، الا انها اثرت على صحة الانسان بشكل واضح و ذلك من خلال  :

* قلة النوم و مشكلات في النظر الناتج عن المبالغة في استعمال الوسائل التكنولوجية و تراجع ساعات النوم الامر الذي يؤثر على عادات النوم و طبيعته ، كما ان التركيز على شاشات الكمبيوتر او الهاتف النقال  لساعات طويلة يؤدي لمشكلات في النظر .

* مشكلات في السمع بسبب سماعات الاذن .

* الام المعصم و السمنة و الام الظهر و العنق .

المجال التعليمي

* تدني مستويات و مهارات الطلاب الأساسية مثل الكتابة اليدوية مما يتسبب في انفصال الطلاب عن العالم الحقيقي .

* الاعتماد الكثير على مواقع الانترنت كمصدر للمعلومات اثر على المصادر الحقيقية مثل الكتب ، و كذلك الحصول على معلومات مضللة حيث تزود العديد من مواقع الويب الطلاب بمعلومات مغلوطة و لم يتم تأكيد دقتها .

الجانب الاسري و الاجتماعي 

* اتساع الفجوة بين الناس على الرغم من وجود وفرة الاتصال الامر الذي اذى الى انصراف الناس عن التواصل الحقيقي و الطبيعي و الواقعي الملموس .

* شعور الفرد بالعزلة او الوحدة نظرا لقضائه وقتا طويلا في استخدام التكنولوجيا الحديثة و وسائل التواصل الاجتماعي و مختلف التطبيقات الأخرى مما يؤدي الى اهمال حياته الحقيقية .

* انتشار العنف بسبب مشاهدة الألعاب و الأفلام و المسلسلات العنيفة و المرعبة .

للمزيد من المعلومات من هنا :

- التكنولوجيا ذات التأثير البالغ

اذن هذه مجرد عدد قليل من سلبيات الاستعمال المفرط للتكنولوجيا الحديثة و التي نعجز عن حصرها نظرا لتأثيرها السلبي على الفرد و المجتمع و الدولة  .

و كخلاصة لهذا الموضوع يمكن القول بان التكنولوجيا هي سلاح ذو حدين ، و يبقى الانسان هو المسؤول و هو من يحدد ما اذا كانت التكنولوجيا تساهم في تسهيل الحياة او تجعلها صعبة وفقا للمنهجية التي يتخذها في الاستخدام الصحيح لتلك التقنيات الحديثة .