U3F1ZWV6ZTQ1NDgzOTgwMzg2NjI4X0ZyZWUyODY5NTIyNzg2Njg5OA==

الذكاء الاصطناعي : كيف سيغير حياتنا المستقبلية ؟هل هو نعمة ام نقمة ؟

 الذكاء الاصطناعي : كيف سيغير حياتنا المستقبلية ؟ 

وهل هو نعمة ام نقمة ؟





الذكاء الاصطناعي هو فرع واسع النطاق لعلوم الكمبيوتر يهتم ببناء الات ذكية قادرة على أداء المهام التي تتطلب عادة ذكاءا بشريا ، و قد اصبح هذا الذكاء الاصطناعي (AL) جزءا مهما من حياتنا اليومية ، و السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الموضوع : هل استطاعت التكنولوجيا الحديثة تحقيق ذلك الهدف المتمثل في استبدال الذكاء البشري بالذكاء الاصطناعي ؟ و اذا كان الامر بالإيجاب فاين يظهر ذلك ؟ و ماهي الخدمات التي يقدمها هذا الذكاء الاصطناعي ؟  وهل فعلا يشكل هذا الذكاء الالي تهديدا للبشرية ؟
 
للإجابة على هذه التساؤلات وجب التطرق للمحاور التالية :

1- مفهوم الذكاء الاصطناعي و تاريخ ظهوره.
* تعريف الذكاء الاصطناعي 
* الجذور التاريخية لظهوره 
2- أنواع الذكاء الاصطناعي (AL) .
* حسب القدرات 
* حسب النوعية 
3- خدمات الذكاء الاصطناعي .
4- مخاطر الذكاء الاصطناعي .



الذكاء الاصطناعي : كيف سيغير حياتنا المستقبلية ؟هل هو نعمة ام نقمة  ؟
احدى أنواع الذكاء الاصطناعي


1- مفهوم الذكاء الاصطناعي و تاريخ ظهوره



  •  تعريف الذكاء الاصطناعي 

الذكاء الاصطناعي (AL) هو قدرة الكمبيوتر او الروبوت الذي يتم التحكم فيه عن طريق الكمبيوتر على انجاز المهام التي عادة ما تؤديها كائنات ذكية ، و تستخدم العبارة على نطاق واسع للإشارة الى مشروع يهدف الى انشاء أنظمة ذات قدرات معرفية شبيهة بالإنسان مثل القدرة على التفكير و تمييز المعنى و التعميم و التعلم من التجارب السابقة ، فمنذ اربعينيات القرن الماضي عندما تم اختراع الكمبيوتر الرقمي  ثبت انه يمكن برمجة أجهزة الكمبيوتر لأداء وظائف معقدة للغاية و بسهولة مثل اكتشاف البراهين للنظريات الرياضية او لعب الشطرنج ، و على الرغم من الزيادات المستمرة في سرعة معالجة الكمبيوتر و سعة الذاكرة ، فلا توجد برامج حتى الان  تساوي المرونة البشرية عبر مجالات أوسع او في الأنشطة التي تتطلب قدرا كبيرا من المعرفة المشتركة  ، و مع ذلك فقد تجاوزت بعض البرامج مستويات أداء المتخصصين و المهنيين البشريين في اكمال مهام محددة  .

  •  الجذور التاريخية لظهور الذكاء الاصطناعي

وكما سبقت الإشارة  فان الذكاء الاصطناعي هو شيء متعارف عليه منذ فترة طويلة و اصبح مهما في انشطتنا اليومية بدءا من الاقتراحات السريعة حول محركات البحث و التركيز التلقائي في الهواتف الذكية الى الروبوتات المستعملة في مراكز التسوق و التحكم في ثبات السيارة ، و يمكن للمؤسسات تبسيط العمليات و الحصول على ميزة تنافسية و دفع النمو في النهاية من خلال دمج حلول الذكاء الاصطناعي في كل عنصر من عناصر الاعمال ، و يتمتع هذا الذكاء بمساحة كبيرة للاختراع و التحسين و يستمر في تغيير العالم بطرق متنوعة في المستقبل .

فالجدور التاريخية لهذا الذكاء الاصطناعي (AL) يرجع للأساطير اليونانية القديمة التي تضمنت الروبوتات الذكية و الكيانات الاصطناعية لأول مرة ، فكان انشاء القياس المنطقي و تطبيقه للاستدلال الاستنتاجي من قبل ارسطو نقطة فاصلة في بحث البشرية لفهم ذكائها ، و على الرغم من جذوره الطويلة و العميقة فان هذا الذكاء بمفهومه الواسع تحددت ملامح ظهوره اقل من قرن من الزمن .

أدى الهدف التوسعي للذكاء الاصطناعي خلال اربعينيات القرن الماضي الى اثارة العديد من الأسئلة و النقاشات لدرجة انه لا يمكن إعطاء تعريف واحد و موحد عالميا ، حيث حددت ورقة تورينج (الحوسبة الالية و الذكاء ) سنة 1950 و اختباره اللاحق الهدف الأساسي و الرؤية للذكاء الاصطناعي الذي يعتبر احد فروع علوم الكمبيوتر الذي يسعى للإجابة على سؤال تورينج  بالإيجاب ، انه فعلا محاولة لتكرار الذكاء البشري في الآلات .

هل الآلات لديها القدرة على التفكير ؟ سؤال يلح عليه بكثير تورينج عام 1950 ، فاكبر عيب في تعريف الذكاء الاصطناعي بانه انشاء  الات  ذكية هو انه يفشل في وصف ماهية هذا الذكاء ، ما الذي يميز الالة بانها ذكية ؟ على الرغم من ان الذكاء الاصطناعي هو عنصر متعدد التخصصات مع العديد من المنهجيات ، فان التقدم في التعلم الالي و التعلم العميق يتسبب في تحويل نموذجي في كل قطاع تقريبا من صناعة تكنولوجيا للمعلومات ، فعلا انه  تحليل فلسفي محض . 

كما تناول ستيوارت راسل و بيتر نورفيج الموضوع في كتابهما الرائد بعنوان (الذكاء الاصطناعي )نهج حديث من خلال توحيد عملهما حول موضوع العوامل الذكية في الآلات ، و يعرف الذكاء الاصطناعي بانه دراسة العوامل التي تتلقى تصورات من البيئة وتؤدي الإجراءات وفقا لهذا التعريف ،ثم ينتقل نورفيج و راسل لإلقاء نظرة على أربعة مناهج رئيسية للذكاء الاصطناعي و التي شكلت الانضباط في الماضي : 

   1- تفكير يشبه الانسان    2- تفكير معقول   3- سلوك انساني  4- صنع القرار الانسان.  
 و يتعلق المفهومان الأول و الثاني بعمليات التفكير بينما يتعلق الثالث و الرابع بالسلوك . 

اذن فقد مر هذا  الذكاء الالي  بمراحل عدة الى  ان وصل لما هو عليه حاليا  ، و غير حياتنا على الصعيد الشخصي و الاقتصادي و حتى العسكري  ، سيصبح التمييز بين ما هو حقيقي و ما هو مزيف اصعب على نحو متزايد  ، سيصبح عالم العمل اكثر كفاءة ، لكن الكثير من المهن ستصبح غير ضرورية  برامج التحكم في القيادة المستقلة للطائرات و السيارات بدون سائق ، هذا كله يوفر فرصا رائعة لكن سرعة التغيير هذه تنضوي على تهديدات و مخاطر أيضا ، اذن فما هي جدوى هذا التقدم ؟ و عند اية مرحلة يتوجب على المجتمع وضع حدود له ؟

للمزيد من المعلومات من هنا :  مفهوم الذكاء الاصطناعي 

2- أنواع الذكاء الاصطناعي (AL)



يمكن تقسيم الذكاء الاصطناعي الى نوعين اعتمادا على القدرة و على نوعية الذكاء ، و فيما يلي سوف نتحدث على هاذين النوعين و لو بشكل مختصر :

  •  النوع الأول : و يتم تحديده بناءا على قدرة الذكاء الاصطناعي حيث نجد :


* ذكاء اصطناعي ضعيف او ذكاء اصطناعي ضيق 

و هو نوع من الذكاء الاصطناعي و هو الأكثر شيوعا و هو المتوفر حاليا ، و هو قادر على أداء مهمة مخصصة بالذكاء و هذا النوع لا يمكن ان يتخطى حدوده او مجاله حيث يتم تدريبه في مجال محدد لذلك يطلق عليه اسم ضعيف .

* الذكاء الاصطناعي العام 

هو نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي و هذه الأنظمة ذات الذكاء العام لا يزال على قيد البحث و يمكنه أداء مهمة فكرية بكفاءة مثل الانسان ، و في الوقت الحالي لا يوجد مثل هذا النظام .

* Super AL 

هذا النوع تتفوق فيه الآلات على الذكاء البشري و يتميز بالقدرة على التفكير و التخطيط و التعلم و التواصل من تلقاء نفسها .

  •  النوع الثاني : و يتم تحديده بناءا على نوعية الذكاء الاصطناعي 

حيث نجد هناك :

* الآلات الفاعلية 

 تركز هذه الآلات فقط على السيناريوهات الحالية و تتفاعل معها وفقا لأفضل اجراء ممكن .

* ذاكرة محدودة 

 يمكن لهذه الأجهزة  استخدام البيانات المخزنة لفترة زمنية محددة .

* نظرية العقل 

لازال هذا النوع غير مطور  حيث يقول انه يجب ان يفهم الذكاء الاصطناعي المشاعر البشرية و ان يكون قادرا على التفاعل اجتماعيا مثل البشر .

* الوعي الذاتي 

 هذا النوع هو مستقبل الذكاء الاصطناعي و سيكون له وعي ذاتي مستقل  و كذلك اكثر ذكاءا من عقل البشرية .

مواضيع ذات صلة :

3- خدمات الذكاء الاصطناعي

هناك العديد من الخدمات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي على مستويات مختلفة و كذلك لديها القدرة في ان يكون اكثر ذكاءا في أي وقت مضى على الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة للتنبؤ بمستقبل هذا الذكاء ، لكن في المقابل سيستمر في افادة الشركات و المستخدمين في حياتهم اليومية ، ومن ضمن هذه الخدمات التي يقدمها سوف ندرج البعض منها و هي كالتالي :

  • تقليل الأخطاء

حيث ان الأنظمة الرقمية الناتجة عن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي تكون اكثر كفاءة و تقلل من انشاء مشاكل أخطاء معالجة البيانات و يكون هذا مفيدا بشكل جيد للشركات التي لا تسطيع حمل ارتكاب اية أخطاء .

  • حل المشاكل المعقدة  

يعني زيادة الكفاءة في حل المشكلات المعقدة بسبب التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي ، و يساعد ذلك في اكتشاف كل أنواع الاحتيال و التفاعلات الشخصية مع العملاء الى التنبؤ بالطقس و التشخيص الطبي .

  • الحوسبة  

تعتبر الاثمنة من اكثر مزايا تقنية الذكاء الاصطناعي التي تم الترويج لها على نطاق واسع و التي كان لها تأثيرات هائلة على الاتصالات و النقل و السلع الاستهلاكية و صناعات الخدمات  ، و لا تسمح الاثمنة فقط بمعدلات انتاج و إنتاجية اعلى في مختلف الصناعات و لكنها تسمح أيضا المواد الخام بشكل اكثر كفاءة و جودة افضل للمنتج و مهلة اقصر و زيادة السلامة ، و يمكن ان تساعد الاثمنة أيضا في تحرير الموارد التي يمكن استخدامها بشكل افضل .

  • زيادة كفاءة العمل 

يمكن للذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة العمل و تقليل الضغط على الموظفين ، كما يمكن ان يساعد في ضمان توافر الخدمة على مدار 24 ساعة دون ارهاق او ملل .

  • تحسين تجربة العملاء 

حيث يمكن للحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي ان تساعد الشركات في الرد السريع على استفسارات العملاء و شكاياتهم بسرعة و فعالية اكبر ، كما يمكن استخراج و انشاء رسائل مخصصة للغاية بسبب استغلال و استخدام الروبوتات تلك المحادثة التي تجمع  بين الذكاء الاصطناعي للمحادثة و تقنية معالجة اللغة الطبيعية .

  • اتخاذ قرارات مستنيرة و ذكية

لطالما استخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات على اتخاذ قرارات افضل ، و لإصدار احسن الاحكام للشركة يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي تنسيق و توزيع البيانات و تقييم الاتجاهات و بناء تناسق البيانات و تقديم التنبؤات و تحديد اوجه عدم اليقين ، و مع ذلك  سيظل الذكاء الاصطناعي محايدا بشان الموضوع المطروح طالما انه غير مدرب على محاكاة المشاعر البشرية و سيساعد في اتخاذ القرار الأفضل لتعزيز كفاءة الشركة .

  • إدارة المهام المتكررة

يمكن للروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تقليد تصرفات البشر داخل الأنظمة الرقمية في اقسام الموارد البشرية او تكنولوجيا المعلومات  التسويق او المبيعات لتنفيذ أي عملية تجارية بسرعة دون الحاجة الى أي جهد يدوي .



4- المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي 
 

 

نظرا لان الذكاء الاصطناعي يصبح اكثر تطورا و انتشارا فان الأصوات التي تحذر من مخاطره الحالية و المحتملة ترتفع بشكل متزايد حيث ينتشر القلق على عدد من الجبهات بما في ذلك الاثمنة المتزايدة لبعض الوظائف و مخاوف التحيز الجنسي و العرقي الناجم عن مصادر المعلومات التي عفا عليها الزمن  ، و الأسلحة المستقلة التي تعمل دون اشراف بشري على سبيل المثال لا الحصر حيث اننا لازلنا في المراحل الأولى من العملية ، و يمكن ادراج بعض بعض من هذه المخطر فيما يلي :

  • الخصوصية و الأمان و ظهور تقنية التزييف العميق 

يشعر مارتين فورد بالقلق بشان كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على الخصوصية و الامن بالإضافة الى تهديده الأكثر خطورة ، و خير دليل على ذلك استخدام الصين ( الاورويلي ) لتقنية التعرف على الوجه في المكاتب و المدارس و أماكن أخرى ، و يمكننا التكهن انه اذا كانت هذه التكنولوجيا ستصبح شائعة سوف تبدو المراقبة التي يتم تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي على مدار الساعة مثل الانترنت ، 
و الا  فسوف نضحي بلا مبالاة ببياناتنا الرقمية على مذبح الملاءمة في يوم من الأيام كمقايضة مقبولة لتعزيز السلامة و الامن على الرغم من استخدامها المشؤوم من قبل الجبهات السيئة .

و حسب فورد كذلك فان الذكاء الاصطناعي سيؤدي الى ظهور شخصيات على وسائل التواصل الاجتماعي و تبدو واقعية و يصعب تمييزها على الشخصيات الحقيقية خصوصا اذا تم نشرها بثمن بخس و على نطاق واسع و سيؤثر ذلك لا محالة على الانتخابات ، نفس الشيء  ينطبق على ما يسمى التزييف العميق للصوت و الصورة و الفيديو حيث يتم التلاعب بالأصوات و التشابهات و من تم خلق نزاعات اجتماعية و سياسية بالخصوص .    

  •  التداول الخوارزمي العالي التردد و ارتباطه بعدم استقرار الأسهم 

و يتم ذلك من خلال تنفيد الصفقات بناء على تعليمات مبرمجة حيث يمكن لأجهزة الكمبيوتر هذه ان تقوم بصفقات كبيرة الحجم  و عالية التردد و عالية القيمة و يمكن ان تؤدي الى خسائر كبيرة و تقلبات شديدة في السوق .

  • اتساع عدم المساواة الاجتماعية و الاقتصادية وانحياز الذكاء الاصطناعي 

مصدر اخر للقلق هو زيادة التفاوت الاجتماعي و الاقتصادي الناجم عن فقدان الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي لأنه كان و لازال العمل او الشغل هو دائما محركا للحراك الاجتماعي الى جانب التعليم .

  • الخطر المباشر لأثمنة الوظائف 

أشار عالم المستقبل الشهير مارتين فوريد انه نظرا لان روبوتات الذكاء الاصطناعي تصبح اكثر ذكاءا و مهارة  فسيكون هناك حاجة لعدد اقل من البشر لأداء نفس الأنشطة ، في حين انه من الصحيح ان الذكاء الاصطناعي سيخلق فرص عمل و عددها غير معروف فان العديد منها لن يكون متاحا للأفراد الأقل تعليما من القوى العاملة النازحة .

  • خطر الذكاء الاصطناعي و سباق التسلح

الجميع متفقين ان الذكاء الاصطناعي اكثر خطورة من الأسئلة النووية و ابرز مثال على ذلك انه لو افترضنا على سبيل المثال ان قررت منظمة العفو الدولي اطلاق أسلحة بيولوجية دون تدخل بشري ، او ماذا لو تلاعب العدو بالبيانات لإعادة الصواريخ الموجهة بالذكاء الاصطناعي الى حيث أتت ، فكلاهما احتمالات و كلاهما سيكون كارثيا ، فبالتأكيد ان اكثر من 30000 باحث في الذكاء الاصطناعي و الروبوتات و غيرهم ممن وقعوا خطابا مفتوحا حول هذا الموضوع عام 2015.


وكخلاصة لهذا الموضوع و بغض النظر عن الفوائد  التي يخوله لنا هذا الذكاء الاصطناعي فمن الضروري  تجاوز سلبياته و مخاطره و لن يتأتى ذلك الا بسعي مبتكرو الذكاء الاصطناعي الى البحث عن رؤى و خبرات و اهتمامات الأشخاص عبر العرق و الجنس و الثقافات و المجموعات الاجتماعية و الاقتصادية ، بالإضافة الى أولئك الذين ينتمون الى مجالات أخرى مثل الاقتصاد و القانون و الطب و الفلسفة و التاريخ و علم الاجتماع و تكثيف الاتصالات و التفاعل بين الانسان و الحاسوب و علم النفس و دراسة العلوم و التكنولوجيا .


تعليقات